اللغة العربية إحدى اللغات الحية التي يستعملها ملايين البشر. وهي
إحدى اللغات الدولية القلائل المستخدمة في المنظمات الدولية كالإنجليزية,
والفرنسية, لكونها لغة دول كثيرة. ويطلق عليها العلامة اللغوي الليبي عبد
اللطيف الشويرف- حفظه الله تعالى- في أحد برامجه (لغة القرآن الكريم)
لماله من فضل عليها في حفظها بحفظ الله- تعالى- له, كما قال –جل من قائل-
في سورة (الحجر:9): " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" ولما له من
فضل عليها في نشرها مع الفتوحات الإسلامية, حيث كانت لغة الدين , ولغة
العلم , ولغة السياسة, ولغة الاقتصاد, ولغة الثقافة بعامة. فهي على مدى
مئات السنين يصدح بها متحدثوها على المنابر ,وفي المحاريب, وفي المجالس
العلمية, وفي دواوين السياسة, وفي الميادين الاقتصادية, وفي جميع مناحي
الحياة. أضف إلى ذلك ما اكتسبته في العصر الحديث من مكانة في وسائل
الإعلام المقروءة, والمسموعة, والمرئية, وما ظفرت به من انتصارات في
احتكاكها بغيرها من اللغات في كل المجالات.
ويطلق عليها المفكر الإسلامي الكبير, وأديب العربية دون منازع
الأستاذ عباس محمود العقاد(ت.1964م.)- رحمه الله تعالى-(اللغة الشاعرة)
لمالها من خصائص شاعرية في أصواتها التي تتوزع على جميع المخارج من أقصى
الحلق أي الحنجرة إلى الشفتين, ولمالها من خصائص شاعرية في اشتقاق
مفرداتها, وتركيب جملها وما ينطوي عليه من شاعرية التقديم والتأخير,
والحذف والتقدير, حتى لتبدو الجملة والجملتان شطرة بيت أو بيتا كاملا.
يضاف إلى ذلك أساليبها المتكاثرة من فنون المجاز المتنوعة كالتشبيهات,
والاستعارات بأنواعها وصورها, والمجازات اللغوية والمرسلة. وبذلك أتاحت
لشعراء العربية أن يتغنوا بها عبر عصور الأدب العربي المتطاولة.
وقد عرفت المنظمة الدولية للغة العربية منزلتها فخصصت لها يوما يحتفى
بها فيه, ألا وهو اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام, وهو يوم
الغد الإربعاء الذي تستنفر فيه كل الطاقات في وزارتي الثقافة والإعلام,
وفي الجامعات الليبية والعربية لتتويج اللغة العربية, وعلمائها ,
وكتابها, وأدبائها. والفرصة مواتية لتنبيه أبنائها, من مسؤولين وغير
مسؤولين, إلى مزيد الاهتمام بنشرها , والاستفادة من تجارب الأمم الأخرى
في العناية بلغاتها.