لقد خلقنا الله- جل وعلا- من عدم، وكرمنا من واسع فضله بالنعم، وأخرجنا من ظلمات الكفر وفضلنا على سائر الأمم. ومقابل هذه النعم وجب الحمد والشكر والثناء والطاعة لله تعالى، حتى لا نقع فريسة للغرور والشيطان، وما أكثر شياطين الإنس والجن في هذه الحياة المتقلّبة سراء وضراء، خيرا وشرا، سرورا وحزنا، غنى وفقرا، وعافية ومرضا. يقول ربنا- تبارك وتعالى-: " ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبد وا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون .. " الآيات. (يس:59-61) ومعنى الجبل الكثير: العدد الهائل، وعهد الله- سبحانه وتعالى- لنا عبادته وحده لا شريك له، كما قال- تبارك وتعالى-: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" (الذاريات:56-58) وهو القائل- جل شأنه-: " ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسنؤتيه أجرا عظيما " (الفتح:10 ).
و إذا كان المرء إذا ابتنى بيتا أو اشترى سيارة يظل يتعهده ويصلح من شأنه حتى لا يتلف- ولله المثل الأعلى- فإنه يتولى تدبير ملكه، فهو لم يخلقه عبثا، وإنما يبتلي خلقه بسوء صنيعهم تدميرا وتقتيلا، وعصيانا وكفرا، وهو مجازي الظالمين والمعاندين" يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" (الشعراء:88-89). ولكن ما بال أقوام منا يحاربون دين الله الذي ارتضاه لنا ولهم بصور شنيعة عجيبة:
-يعرقلون تعليمه.
-يكفّرون أهل العلم والدين، ويقتلونهم حتى يفضحهم الله وهم يحاربون مع الملحدين
-يكفرون بسب الجلالة، عيا ذا بالله.
-يعبثون بأحكام الزواج والطلاق.
- يقتّلون المسلمين ويخربون دورهم وحقولهم ومدنهم وقراهم.
-يجادلون بالباطل فيفترون، ويخترقون المواقع، ويشوشون على الفضائيات.
اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل المسلمين.