الله يحكم بيننا وبينكم
الناس خلق الله تعالى. خلقهم لعبادته ولعمارة كونه، فكرمهم بالعقل، وأرسل إليهم الرسل، وأوجب عليهم التكاليف الشرعية ليفوزوا بقربه، ويأمنوا شرور أنفسهم، وينالوا رضاه- سبحانه وتعالى- وتوّج رسالاته ببعثة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- الخاتمة والمؤيدة بالمعجزة الخالدة، ألا وهي القرآن الكريم كتاب الله العظيم، وبه نحن وبنو قومنا نؤمن جميعا، أو هكذا نبدو، ولكن سلوك مواطنينا الغازين، وسلوك بني جنسنا الداعمين لهم ينافي الإيمان بما نؤمن به من تعاليم رب العالمين، بل يدل دلالة صريحة لا لبس فيها أنهم لا يمتون إلى الإنسانية بصلة؛ فسلوكهم سلوك المجرمين الذين انسلخوا من دينهم، أو سلوك الوحوش الضارية في الجماعة الشاردة, ولكن لمه؟
والجواب سهل بيّن. إنه يتلخص في الولاء إلى درجة العبودية المطلقة لصاحب العصا الغليظة، وإلا فبم نفسر وقوف الرجل الطويل العريض أمام صورة الطاغية يسألها مرتبه وقوت ولده وعياله وقوف الجاهلي أمام صنمه يسأله حاجته؟ وطاغية الرجمة- رجمه الله فيها وملأها عليه نارا- يقف متسولا بأبواب عبيد الصهيونية العالمية الذين أعطتهم الضوء الأخضر في هدم الإسلام وتمزيق المسلمين، مزّق الله المارقين عن دينه شر ممزق، وحفظ الإسلام والمسلمين، وهم بحسب أوهامهم بانتظار ساعة الغلبة التي ينتظرونها لملء الدنيا عارا، وفحشا، ومنكرا بدعوى الليبرالية والعلمانية.
اللهم ندعوك بما علمتنا من صالح دعاء عبادك المؤمنين:" ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين" آمين.