هبل رمز السخافة والدجل .....
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه؛ وبعد:
فإنه قريبا من خمسة عشر قرنا انقضت من الزمان على تحطيم أصنام الجاهلية، وفي مقدمتها هبل رمز السخافة، كما كانت صحف ومجلات المعارضة الليبية تنعته في الخارج في الثمانينيات، في الإشارة إلى طاغوت ليبيا السابق، وغيره من الطواغيت، وما أكثرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والذي يصنع الطواغيت من حجر ومن بشر الطمع، والخور، والمال، والجاه، والسلطة، ومردها إلى عمى البصيرة، والجحود لبارئ الوجود، سبحانه.
وقد حذرنا سبحانه وتعالى؛ من الطغيان فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم، بالاستقامة ، وحرم علينا الطغيان " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير" (هود:112 ) ومن عوامل الطغيان ، كما تقدم المال، كما قال ربنا تعالى:" كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" (العلق:6-7 ) وقد بين سبحانه، ضلوع أهل الكتاب في صنع الطواغيت بقوله تعالى: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا " (النساء: 50). رأينا ذلك متجسدا في كثيرين، منهم: الشاه، والقذافي، وحفتر، والسيسي، وأبورقيبة ، وابن علي، وابن سلمان، وابن زايد ناقص، وبلَونا الفتن التي أوقعوا فيها شعوبهم، ومن هلك منهم رأينا سوء مصيره الدنيوي- وما هزائم حفتر ومخازيه منا ببعيد، والحمد لله رب العالمين- وما أعده الله للطغاة يوم القيامة أخبرنا عنه ربنا في كتابه العزيز:" هذا وإن للطاغين لشر مآب " (ص:54 ) ، " قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين " ( القلم:31 ) ، " إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا " (النبأ:21-22 ).
ولم يكتف أهل الكتاب بصنع طواغيت البشر، بل طواغيت الحجر تماثيل لمجرمين منهم استعبدوا البشر، وتاجروا بهم، وعذبوهم، واقتلعوهم من أوطانهم، وكفروهم، وألصق مستشرقوهم الاتجار بالبشر بالإسلام وأهله، وقرآننا يفرض الكفارات بعتق الرقاب ويرغب فيه.
وشاء الله تعالى، أن يظهر الحق جليا، فرأينا شعوبهم تغضب للشرف الإنساني وتزيح تماثيلهم، كما فعل المسلمون بأوثان الجاهلية، وكما فعلوا بأوثان الاتحاد السفييتي.
" ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم "( محمد- صلى الله عليه وسلم-:12 ).