الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الطفولة مرحلة عمرية محببة إلى الناس لما فيها من البراءة في التصرف والسلوك، والتعلق بالكبير للاعتماد عليه في تلبية الحاجات إلى الطعام ،والشراب، واللباس، والنظافة، والدعابة، والحمل والنقل، وتعليم اللغة، والدين، والعادات والقيم، والتأهيل للحياة الاجتماعية، بالرعاية الأسرية.
والكبير في علاقته بالطفل يرتاح إلى ذلك، لأنه يرى في ذلك عودا إلى طفولته، وما كان يحياه في كنف أبويه وأهله، إلى جانب الفطرة السوية التي فطر الله الكائن الحي عليها من حب الذرية، لمالها من إشباع للرغبات الغريزية، والحاجات النفسية المتمثلة في مواصلة النشاط العملي، والارتباط الاجتماعي، وهو ما تتكفل به الذرية؛ فالعمر معدود، والجهد محدود، ولكن العقب الصالح يمكنه مواصلة الشوط، والانتفاع بمن خلفه من الولد .
لقد حثنا نبينا – صلى الله عليه وسلم- على الزواج بالودود الولود، كما حذرنا من عقوق الوالدين؛ فهو كبيرة تحطم علاقة صلة الأرحام، وتهدم البنيان الاجتماعي من أساسه.
والمؤسسات الاجتماعية تولي الطفولة البريئة العناية الفائقة في كل الظروف؛ فذلك ما تدعو إليه الفطرة السوية، والتعاليم الشرعية، ولا علاقة للطفولة بحرب أو سلم، ولا بعدوان أوأمن, ولكن الظالمين المغتصبين لحقوق الناس في المال والسلطة لا يعنيهم أن تزهق أرواح الأطفال الأبرياء بالسلاح الكيماوي، وما انهدم من المباني، وتمزق أجسادهم بالسلاح الفتاك والجوع ، والمرض، وغيرها من صنوف البلايا في سبيل استمرار بطشهم، وهو ما تعانيه بعض مجتمعاتنا العربية المسلمة ،ولا حول ولا قوة إلا بالله