في خطوط النار الأمامية أسود أيديهم على الزناد، وأعينهم تراقب تحركات العدو تقابل هجومه بهجوم مضاد، وترد على قصفه بما هو أشد منه وأنكى، وهم تركوا وراءهم أسرا يحتاج أفرادها إلى رعاية اقتصادية وصحية واجتماعية، ربما كان من أفراد الأسرة أبوان ضعيفان يحتاجان إلى الرعاية والعناية صباح مساء، أو ربة بيت تحتاج إلى رغيف الخبز فلا تجد ثمنه، أو تحتاج لوازم الغذاء اليومي فلا تجد من يحضره إلى غير ذلك من الظروف الخاصة والعامة التي يعانون مرارتها، مما ينبغي أن يوضع في حسبان السياسيين من الاستماع إليهم ، وتلبية حاجاتهم، وإمدادهم بمرتباتهم نقدا كاملة غير منقوصة حتى يتفرغوا للجبهات وكبح جماح عدوهم، وينبغي تقدير بطولاتهم، والاستفادة من آرائهم في إدارة المعارك، وتوفير الذخيرة اللازمة لكسر غطرسة عدوهم.
وفوق ذلك ينبغي أن يحذر السياسيون الوقوع في شرك المبعوث الأممي؛ فتذهب- لا قدر الله- التضحيات أدراج الرياح.
إن عدونا لا يبالي بما يفعل ببلادنا؛ لأنه تسنده حكومات ودول، فينبغي أن نستفيد من خبرة حلفائنا، وآراء محللينا الذين يستصرخون الحكومة من خلال الفضائيات، ومن خلال مواقعهم، كما ينبغي أن نستمع إلى علمائنا؛ فهم أقدر الناس على التبصير بأحكام شرعنا، وأصدق الناس قولا وموقفا، فهيهات أن تكون ثمة ديمقراطية إذا تناسينا قول ربنا: { وأمرهم شورى بيننا } (الشورى: 35 )